في ظل الضغوط النفسية التي يواجهها الكثير من الناس يوميًا، أصبحت حالات نوبات الهلع ونوبات القلق أكثر شيوعًا، ومع ذلك يختلط الأمر على الكثيرين في التفريق بينهما. فقد يشعر الشخص بضيق مفاجئ في التنفس، أو خفقان سريع في القلب، فيظن أنه مصاب بنوبة قلبية، بينما قد تكون مجرد نوبة هلع. وفي أحيان أخرى، يستمر التوتر والقلق لأسابيع دون سبب مباشر، وهو ما يُعرف بـ نوبات القلق.
في هذا المقال، نوضح الفرق بين نوبات الهلع ونوبات القلق، ونسلط الضوء على أعراض كل منهما، أسبابهما، وطرق العلاج المتاحة، ونساعدك على معرفة متى ينبغي التوجه إلى أخصائي نفسي.
أولًا: ما هي نوبات القلق؟
نوبات القلق هي حالات من التوتر النفسي المتصاعد تحدث نتيجة مواقف ضاغطة، وتتميز بأنها تتطور تدريجيًا. يشعر المصاب بالانزعاج، والخوف من المستقبل، وقد ترافقها بعض الأعراض الجسدية الخفيفة. هذه الحالة قد تستمر من أيام إلى أسابيع، وتتكرر بناءً على محفزات نفسية أو اجتماعية.
أبرز أعراض نوبة القلق:
- صعوبة في التركيز
- شعور دائم بالتهديد
- توتر عضلي
- اضطرابات في النوم
- تسارع نبضات القلب بشكل خفيف
- أفكار سلبية مستمرة
تزداد نوبات القلق مع التفكير المفرط، ضعف الدعم الاجتماعي، أو المرور بصدمات عاطفية.
ثانيًا: ما هي نوبات الهلع؟
على عكس القلق، فإن نوبة الهلع تأتي بشكل مفاجئ، بدون مقدمات أو سبب مباشر. يشعر المصاب وكأنه سيموت أو يصاب بانهيار كامل. تستمر نوبة الهلع من 10 إلى 20 دقيقة غالبًا، لكنها تترك أثرًا نفسيًا عميقًا.
أعراض نوبة الهلع:
- خفقان شديد في القلب
- ضيق تنفس حاد
- ألم في الصدر أو انقباض مفاجئ
- الشعور بالاختناق
- دوخة أو غثيان
- تنميل في الأطراف
- الشعور بفقدان السيطرة أو الجنون
- الخوف من الموت المفاجئ
نوبات الهلع غالبًا ما تظهر لأول مرة في العشرينات أو الثلاثينات، وتكون مربكة جدًا للمريض وأسرته.
هل نوبة القلق قد تتحول إلى نوبة هلع؟
نعم، إذا استمر القلق لفترات طويلة بدون تفريغ نفسي أو علاج مناسب، قد يتطور إلى نوبة هلع. لذلك من المهم جدًا التعامل مع القلق في مراحله المبكرة، ومعرفة أسباب نوبة الهلع التي قد تكون كامنة وراء هذا التوتر المزمن.
الأسباب المشتركة لنوبات الهلع والقلق
- التعرض لضغوط نفسية متكررة
- الصدمات العاطفية (انفصال، وفاة)
- الإرهاق الجسدي أو النفسي
- اضطرابات كيمياء الدماغ
- العامل الوراثي
- تعاطي الكافيين أو بعض الأدوية المنبهة
كيف أتصرف عند حدوث نوبة هلع أو قلق؟
- مارس تمارين التنفس العميق (شهيق 4 ثوانٍ - حبس النفس 4 ثوانٍ - زفير 4 ثوانٍ).
- ذكّر نفسك أنها نوبة مؤقتة وستمر.
- ابتعد عن الموقف المسبب إذا أمكن.
- لا تحاول مقاومة الشعور، بل لاحظه وتجاوزه.
- مارس تمارين استرخاء العضلات.
- كرر عبارات مطمئنة: "أنا بأمان"، "هذا شعور مؤقت".
🔗 يمكن تعلم المزيد من تقنيات التحكم بالنوبات في قسم الاستشارات النفسية في موقع مستشارك.
العلاج: كيف نواجه نوبات الهلع ونوبات القلق؟
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
واحد من أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد المريض على التعرف على أنماط تفكيره السلبية وتعديلها تدريجيًا.
العلاج الدوائي
في الحالات المتقدمة، قد يصف الطبيب النفسي أدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب.
📌 للتعرف على العلاج الأنسب لك، احجز جلسة في موقع مستشارك.
العلاج بالاسترخاء والتأمل
اليوغا، التأمل، وتمارين التنفس جميعها أدوات مساعدة فعالة.
العلاج الروحي
قراءة القرآن، الدعاء، والصلاة المنتظمة أثبتت فعاليتها في تهدئة النفس وتخفيف نوبات الهلع عند النوم أو عند التوتر الشديد.
متى أحتاج إلى زيارة طبيب نفسي؟
- إذا كانت نوبات الهلع متكررة وتؤثر على حياتك اليومية.
- إذا شعرت بأنك تفقد السيطرة أثناء النوبة.
- إذا أثرت الأعراض على علاقاتك أو عملك.
- إذا بدأت تتجنب أماكن أو مواقف معينة خوفًا من النوبة.
موقع مستشارك للإرشاد النفسي يوفر لك مختصين في العلاج السلوكي، جلسات الدعم النفسي، والاستشارات عن بعد بكل خصوصية وأمان.
الخاتمة:
التمييز بين نوبات القلق ونوبات الهلع يساعدك على التعامل بشكل أفضل مع حالتك النفسية، والبحث عن الدعم المناسب. لا تهمل الأعراض ولا تخجل من طلب المساعدة. هناك علاج، وهناك من مرّ بما تمر به ونجا.
ابدأ رحلتك نحو الهدوء النفسي اليوم مع خبراء مستشارك المتخصصين.